وجه فضيلة الشيخ الدكتور عبد الملك السعدي نداءه إلى الحكومات الإسلامية والعربية لعلاج الأطفال العراقيين المرضى بدلاً من الكيان الصهيوني حفاظا عليهم من الرِدَّة والتشكيك في دينهم وأوطانهم .
جاء ذلك في فتوى سماحته التي أجاب فيها على مقالة الدكتور عمر الكبيسي الذي كشف قضية معالجة الأطفال العراقيين المرضى في دولة الكيان الصهيوني .كما وجه نداءه إلى القائمين على المستشفيات الأهليَّة للتنازل عن الاستغلال الفاحش للمرضى والاكتفاء بالربح اليسير مع الثواب الوفير.وطالب فضيلته المسؤولين عن معالجة هؤلاء الأطفال بمعاقبة المنظَّمات الوهمية الخادعة بما تستحق من عقوبة، وإحالتهم إلى القضاء لينالوا جزاء هذا العمل الإجرامي المقيت.وختم فضيلته فتواه هذه بأن يتولَّى الله الصالحين والمجاهدين، ويمحق المحتلين وأعوانهم.
جاء ذلك في فتوى سماحته التي أجاب فيها على مقالة الدكتور عمر الكبيسي الذي كشف قضية معالجة الأطفال العراقيين المرضى في دولة الكيان الصهيوني .كما وجه نداءه إلى القائمين على المستشفيات الأهليَّة للتنازل عن الاستغلال الفاحش للمرضى والاكتفاء بالربح اليسير مع الثواب الوفير.وطالب فضيلته المسؤولين عن معالجة هؤلاء الأطفال بمعاقبة المنظَّمات الوهمية الخادعة بما تستحق من عقوبة، وإحالتهم إلى القضاء لينالوا جزاء هذا العمل الإجرامي المقيت.وختم فضيلته فتواه هذه بأن يتولَّى الله الصالحين والمجاهدين، ويمحق المحتلين وأعوانهم.
وفي ما يأتي نص الفتوى:-الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم
أخي الفاضل الدكتور عمر الكبيسي المحترمالسلام عليكم ورحمة الله وبركاتهوبعد:فقد اطَّلعتُ على مقالتكم الكريمة بخصوص معالجة أطفال عراقيين في "تل أبيب" بعد ما جرى على مركز جراحة القلب في بغداد من حرق وتدمير من قبل المحتل الذي جاء -فيما يدَّعي- لتحرير العراق وتعميره وخلق الديمقراطية فيه، والذي كنتَ أنت من أبرز الجرَّاحين فيه.
ولم يقتصر المحتل وأعوانه على حرق المركز، بل حرَّقوا وقتَّلوا وهجَّروا الكفاءات الطبية والعلمية العراقية، وقد كشفت الأيام نواياهم الخبيثة التي بيَّنتموها في مقالكم، وهي أمانة في أعناق الكل وأنت قد أدَّيت ما تمكَّنتَ من هذه الأمانة، فجزاك الله خيرا.
أمَّا الجواب عن سؤالكم واستفتائكم الذي طلبتم فيه البيان الوجه الشرعي لهذا العمل، فأقول:إن الله أنزل الداء وأنزل معه الدواء، وقد حثَّ النبي صلى الله عليه وسلم على التداوي بقوله {فتداووا عباد الله{وطرق التداوي مختلفة، منها العلاج بالدواء، ومنها الجراحة، ومنها الاستئصال لموضع الداء.فالتداوي فريضة، وجود الأطباء والمستشفيات من فروض الكفاية، ووجود ذلك هو مسؤولية من يتولى أمر الأمة سواء تولاها بانتخاب أم غلبة ، وإلا فعليه التنحي عن تولي أمور المسلمين ولا سيما من تظاهر بأنه ينتمي إلى جهة دينية أو إسلامية، وما يحصل من الأمراض التي ذكرتها -ولا سيما مع الأطفال- دون اهتمام من الجهة المُختصَّة بذلك يكفيهم إثما هذا الإهمال أو هذا التنكر أو اللامبالاة أو التغافل عن ذلك وإنكار الحقيقة عن أرض الواقع.
فالعلاج يكون من مهمَّة من يأتي: 1 - الدولة التي تدَّعي أنَّها لها سيادة على البلد، وأنَّها حررت العراق من الدكتاتورية وحلَّت محلَّها، إذ الواجب يُحَتِّم عليهم أن تَصرِفَ من ثروات العراق الهائلة لعلاجهم داخل العراق أو خارجه في دولة إسلامية أو صديقة أو مسالمة.2 - إذا كانت لدى المحتل مستشفيات لهذا المرض: فلا مانع من أن يُعالج المسلم -أو بالأحرى العراقي- فيه داخل العراق؛ لأنَّ المحتل هو المتسبِّب، والعلاج ملزم به داخل البلد حسب الأعراف الدولية للمحتل. فإن لم يحصل ذلك: وجب على الدولة الإسلامية -وبالأخص المجاورة كالسعودية والأردن وسوريا ودول الخليج- أن تفتح أبواب مستشفياتها لاستقبال هؤلاء الأطفال لتعالج أمراضهم الجسمية وتحفظ لهم عقيدتهم ودينهم. 3 - فإن لم يحصل ذلك: وجب على تجار المسلمين وأغنيائهم القيام بذلك في دولة عربية أو إسلامية أو مسالمة. 4 - أما علاجهم في دولة معادية –كإسرائيل-: فهو مسؤولية يتحملها قادة العراق أوَّلاً ممثلة بوزارة الصحة ثم الحكومات الإسلامية والعربية؛ لأنَّ الله تعالى يقول: (ولن يجعل الله للكافرين على المؤمنين سبيلا) أي مِنَّةً وفضلا؛ لأنَّ ذلك قد يؤدِّي إلى عدة أضرار، منها:
أ – المِنَّةُ والتعالي على المؤمنين، وسبيلٌ لاستذلالهم في دولة العدو.
ب – أنَّ مثل هذا العلاج قد يؤدِّي بالأطفال أو أهلهم إلى محبَّة العدو وموالاته إن لم يصل الأمر إلى أخطر من ذلك وهي الردة عن دين الإسلام الذي هو دين المساعدة والتعاون والمساواة.
ج – تجعل من الأطفال وأهلهم الزهد في الوطن وعدم الولاء له؛ لأنَّه باعهم إلى عدوِّهم بثمن رخيص وبخس، وحرمهم من حقوقهم في وطنهم مع توافر القدرات في الدول المجاورة العربية على استقبالهم ومعالجهم بدلا من تل أبيب؛ لأنَّ هذا من جملة المؤامرات على أولاد المسلمين وذريتهم ومن مُخطَّطاتهم الخبيثة.
د – عملية التنصل من علاج هؤلاء ستترك أثرا سيِّئا في نفوسهم على الحكومات والأغنياء؛ حيث ألجؤوهم إلى العدو، والعدو يستقبلهم على حساب دينهم وعقيدتهم وكراهية أوطانهم.
لذا أوجه ندائي إلى الحكومات الإسلامية -ولا سيَّما ذات القدرة، والتي تمتلك المستشفيات المؤهَّلة والكفوءة- أن تستقبل هؤلاء المرضى؛ حتى لا يضطرَّ أولياء أمورهم للخضوع والذِلَّة لأعداء الإسلام، وتنقذ عقيدتهم من الرِدَّة والتشكيك في دينهم وأوطانهم، وإلا فسيُعرِّضون أنفسهم للسؤال أمام الله؛ لأنَّهم رعاة {وكلُّ راعٍ مسؤول عن رعيَّته} والله لا يرضى أن يكون المسلم العزيز ذليلا أمام أعداء الإسلام (ولله العِزَّة ولرسوله وللمؤمنين)كما أوجه ندائي إلى القائمين على المستشفيات الأهليَّة -ولا سيما ما له سمت إسلامي- أن تتنازل عن هذا الاستغلال الفاحش في الكشف والعلاج وأجور الفندقة مِمَّا يعجز على متوسطي الدخل فضلا عن الفقراء، والاكتفاء بالربح اليسير مع الثواب الوفير.
كما يجب على المسؤول عن معالجة هؤلاء: معاقبة المنظَّمات الوهمية الخادعة الكاذبة بما تستحق من عقوبة، وردُّ مطامعهم من قبل وزارة الصحة وإحالتهم إلى القضاء لينالوا جزاء هذا العمل الإجرامي المقيت.والله يتولَّى الصالحين والمجاهدين، ويمحق المحتلين وأعوانهم.
أ. د. عبد الملك عبد الرحمن السعدي 19 ربيع الثاني 1429 هـ25/4/2008 م
مزيدا من الاخبار على موقعنا http://alressd.maktoobblog.com
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق